التغدد الرحمي

06/06/2024

التغدد الرحمي 

يعد التغدد الرحمي من الحالات الطبية الشائعة التي تؤثر على النساء، وتحديدًا في سن الإنجاب. يتسبب هذا المرض في نمو أنسجة بطانة الرحم داخل الجدار العضلي للرحم، مما يؤدي إلى أعراض مزعجة مثل النزيف الحاد وآلام الحيض الشديدة. في هذا المقال، سنستعرض بشكل مفصل ما هو التغدد الرحمي، أسبابه، أعراضه، وكيفية تشخيصه وعلاجه.

ما هو التغدد الرحمي؟

تعريف التغدد الرحمي

التغدد الرحمي هو حالة يحدث فيها نمو أنسجة بطانة الرحم داخل جدار الرحم العضلي. هذا النمو غير الطبيعي يمكن أن يتسبب في زيادة سماكة جدار الرحم، مما يؤدي إلى النزيف الحاد والألم الشديد خلال الدورة الشهرية.

التغدد الرحمي
التغدد الرحمي

أعراض التغدد الرحمي

تشمل أعراض التغدد الرحمي ما يلي:

  • نزيف حاد: فترات حيض طويلة وغزيرة.
  • آلام الحيض الشديدة: ألم شديد خلال الدورة الشهرية.
  • آلام الحوض: ألم مزمن في منطقة الحوض.
  • تضخم الرحم: زيادة حجم الرحم وتورمه.
  • ألم خلال الجماع: شعور بالألم أثناء ممارسة الجماع.

الأسباب والعوامل المؤثرة في التغدد الرحمي

الأسباب الهرمونية

1. الإستروجين والبروجسترون

تلعب الهرمونات دورًا كبيرًا في تطور التغدد الرحمي. يُعتقد أن المستويات العالية من الإستروجين والبروجسترون تساهم في هذه الحالة. تنظم هذه الهرمونات الدورة الشهرية وتعزز نمو أنسجة بطانة الرحم. عندما تنمو هذه الأنسجة داخل الجدار العضلي للرحم، فإنها تستجيب للإشارات الهرمونية، مما يؤدي إلى الالتهاب والألم.

2. الخلل الهرموني

يمكن أن يؤدي الخلل في مستويات الهرمونات، وخصوصًا هيمنة الإستروجين، إلى انتشار أنسجة بطانة الرحم داخل الجدار العضلي. يتأثر هذا الخلل بعدة عوامل، منها العمر، ونمط الحياة، والحالات الصحية الأساسية.

الاستعدادات الوراثية

1. التاريخ العائلي

قد يكون للتغدد الرحمي مكون وراثي. النساء اللواتي لديهن تاريخ عائلي من التغدد الرحمي أو حالات أخرى تؤثر على الرحم، مثل الانتباذ البطاني الرحمي، يكون لديهن خطر أكبر لتطور هذه الحالة. يمكن أن تؤثر العوامل الوراثية على مستويات الهرمونات واستجابة الجسم للتغيرات الهرمونية.

2. الطفرات الجينية

يمكن لبعض الطفرات الجينية أن تزيد من احتمال الإصابة بالتغدد الرحمي. تؤثر هذه الطفرات على طريقة نمو أنسجة بطانة الرحم وكيفية تفاعلها مع الأنسجة العضلية المحيطة. لا تزال الأبحاث جارية لتحديد العلامات الجينية المحددة المرتبطة بهذه الحالة.

الالتهاب واضطرابات الجهاز المناعي

1. الالتهاب المزمن

يمكن أن يزيد الالتهاب المزمن في بطانة الرحم، الناتج عن العدوى أو حالات طبية أخرى، من خطر الإصابة بالتغدد الرحمي. تؤدي الاستجابات الالتهابية إلى تحطيم الحاجز بين أنسجة بطانة الرحم والعضلات، مما يسمح للأنسجة بالاختراق والنمو داخل الجدار العضلي.

2. الاضطرابات المناعية

تساهم الاضطرابات المناعية، حيث يهاجم الجهاز المناعي أنسجة الجسم، في تطور التغدد الرحمي. يمكن أن تخلق هذه الحالات بيئة من الالتهاب المزمن وتلف الأنسجة، مما يسهل نمو أنسجة بطانة الرحم بشكل غير طبيعي.

الجراحات الرحمية السابقة

1. الولادات القيصرية

النساء اللواتي خضعن للولادات القيصرية أو أنواع أخرى من الجراحات الرحمية يكن أكثر عرضة للإصابة بالتغدد الرحمي. يمكن أن تؤدي العمليات الجراحية إلى اضطراب هيكل الرحم الطبيعي، مما يسهل اختراق أنسجة بطانة الرحم للجدار العضلي.

2. جراحات الرحم

تشمل الجراحات الرحمية الأخرى، مثل إزالة الأورام الليفية أو كي بطانة الرحم، العوامل التي تساهم في تطور التغدد الرحمي. تؤدي هذه الإجراءات إلى تكون ندبات وتغيرات في الأنسجة الرحمية، مما يعزز نمو أنسجة بطانة الرحم داخل الجدار العضلي.

الأصول التطورية

1. التطور الجنيني

تشير بعض النظريات إلى أن التغدد الرحمي قد ينشأ خلال التطور الجنيني. يمكن أن تُودع أنسجة بطانة الرحم في الجدار العضلي للرحم خلال تكوينه، وتظل خامدة حتى تنشطها التغيرات الهرمونية في وقت لاحق من الحياة.

2. نظرية الخلايا الجنينية

وفقًا لنظرية الخلايا الجنينية، يمكن أن تتحول الخلايا غير المتمايزة في الرحم إلى خلايا مشابهة لخلايا بطانة الرحم، مما يؤدي إلى تغدد رحمي. يمكن أن تتسبب الإشارات الهرمونية أو العوامل البيئية في هذا التحول.

الشيخوخة والتغيرات الهرمونية

1. ما قبل سن اليأس وسن اليأس

تعد النساء في أواخر الثلاثينات والخمسينات، خاصةً خلال فترة ما قبل سن اليأس وسن اليأس، أكثر عرضة للإصابة بالتغدد الرحمي. خلال هذه المراحل، يمكن أن تؤدي التقلبات الهرمونية الكبيرة إلى نمو أنسجة بطانة الرحم داخل الجدار العضلي.

2. العلاجات الهرمونية

يمكن أن تؤثر استخدامات العلاج الهرموني (HRT) لإدارة أعراض سن اليأس على تطور التغدد الرحمي. يمكن أن تعزز علاجات الإستروجين نمو أنسجة بطانة الرحم.

تشخيص التغدد الرحمي

الفحص السريري

يبدأ التشخيص بالفحص السريري حيث يقوم الطبيب بفحص منطقة الحوض لتحديد حجم الرحم وأي علامات تضخم أو ألم.

التصوير الطبي

تشمل الفحوصات التصويرية مثل الأشعة فوق الصوتية والرنين المغناطيسي لتحديد مدى انتشار الأنسجة الرحمية داخل الجدار العضلي.

الخزعة

في بعض الحالات، قد يتم أخذ عينة من الأنسجة لتحليلها والتأكد من التشخيص.

علاج التغدد الرحمي

العلاج بالأدوية

العلاج الهرموني

  • حبوب منع الحمل: تساعد في تنظيم الدورة الشهرية وتقليل النزيف.
  • مثبطات الهرمون المحرر للغدد التناسلية (GnRH): تقلل من إنتاج الهرمونات الأنثوية، مما يساعد في تقليص حجم الأنسجة الرحمية.

مسكنات الألم

  • مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs): تُستخدم لتخفيف الألم المرتبط بالتغدد الرحمي.

العلاج الجراحي

استئصال الرحم

في الحالات الشديدة، قد يكون استئصال الرحم هو الخيار الأفضل لعلاج التغدد الرحمي.

الإجراءات الأقل تدخلاً

تشمل التقنيات الحديثة مثل العلاج بالتردد الحراري لتدمير الأنسجة الزائدة دون الحاجة إلى جراحة مفتوحة.

الخاتمة

يعد التغدد الرحمي حالة معقدة تتسبب فيها عوامل متعددة. تلعب العوامل الهرمونية، الاستعدادات الوراثية، الالتهاب، الجراحات الرحمية السابقة، والأصول التطورية دورًا في تطور هذه الحالة. يساهم فهم هذه الأسباب في التشخيص المبكر والإدارة الفعالة للتغدد الرحمي. من خلال معالجة العوامل الأساسية، يمكن لمقدمي الرعاية الصحية تقديم علاجات موجهة لتخفيف الأعراض وتحسين نوعية الحياة للنساء المتأثرات بهذه الحالة.

Home decore © All rights reserved 2024
Powered by Webnode Cookies
Create your website for free! This website was made with Webnode. Create your own for free today! Get started